رغم كل ما عانته غزة من دمار وسحق على يد آلة الاحتلال الإسرائيلي منذ بدء عدوان "طوفان الأقصى"، أبت المقاومة الفلسطينية إلا أن تظل عصية على الكسر، مضيفة صفحات جديدة من البطولات التي أذهلت العالم. المقاومة، التي تقف اليوم في صفوف التاريخ، لم تكتفِ برد العدوان، بل قلبت موازين القوى، حتى باتت إسرائيل وحلفاؤها في موقف العاجز المرتبك.
تصريحات ترامب العنترية.. والصاعقة المزدوجة
قبل أيام قليلة، خرج الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب بتصريحات مفعمة بالبلطجة، متوعدًا بتحويل الشرق الأوسط إلى "جحيم" إن لم تُطلق حماس سراح الأسرى الإسرائيليين قبل 20 يناير المقبل، موعد تنصيبه حال فوزه بالانتخابات. لكن، وكما أظهرت الأحداث، لم يدرك ترامب حينها أن الجحيم الذي توعد به سيحاصر قلب بلاده، في لوس أنجلوس، المدينة التي واجهت كوارث غير مسبوقة أشعلتها حرائق غامضة، لتلتهم أكثر من 165 ألف فدان، مخلفة خسائر تجاوزت 150 مليار دولار.
الحرائق لم تكتفِ بالخراب الاقتصادي؛ بل أجبرت مئات الآلاف من سكان لوس أنجلوس على النزوح، في مشهد وصفه مراقبون بـ"الكارثي"، خاصة بعدما اخترقت النيران آلاف المنازل وتهددت أمن المدينة بالكامل.
بطولات المقاومة في غزة.. مصائد الموت لجنود الاحتلال
على الجانب الآخر من العالم، وفي الوقت الذي كانت فيه لوس أنجلوس تعيش جحيم الحرائق، أظهرت المقاومة في غزة براعتها الفائقة في صد الاحتلال. خلال ساعات قليلة، تمكنت المقاومة من تنفيذ عمليات نوعية غير مسبوقة، حيث قتلت سبعة جنود إسرائيليين وأصابت عشرات آخرين، بينهم 11 في حالة خطرة، أحدهم ضابط برتبة عميد.
المقاومة لم تكتفِ باستخدام أسلحتها التقليدية، بل عمدت إلى تحويل الذخائر والمتفجرات الإسرائيلية التي لم تنفجر إلى مصائد موت مدمرة لقوات الاحتلال، في تكتيك عسكري أظهر عبقرية ميدانية تُدرَّس.
ترامب يُجبر على التراجع.. والمقاومة تنتصر
هذه التطورات، التي جاءت متزامنة بين حرائق لوس أنجلوس والضربات النوعية للمقاومة، أجبرت ترامب على التراجع عن لهجته العنترية، ودفعته للتدخل بنفسه في صفقة إنهاء الحرب. في تحول هو الأول من نوعه، وافقت إسرائيل على الانسحاب الكامل من غزة، موقنة أن المقاومة التي لا تُكسر باتت تملك زمام الأمور.
المقاومة تواجه العالم وتقف منتصرة
غزة، التي ظن الاحتلال أنها أصبحت تحت الركام، أثبتت للعالم أنها أمة تقاتل بشرف، وأن الحصار والدمار لم ينالا من عزيمتها. بينما فشل ترامب، الذي توعد بحرق الشرق الأوسط، في حماية مدن بلاده من الجحيم الذي التهم لوس أنجلوس.
إنه زمن المقاومة، حيث ينحني التاريخ أمام بطولات غزة، بينما تُكتب فصول جديدة من الفشل والذل لمن أرادوا كسر إرادة شعبها.